السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مدرسة رمضان نتعلم مادة المراقبة (ما هي هذه المادة ؟ و كيف نتعلمها ؟)
· من أسماء الله تعالى (الرقيب) , وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء .
· قال ابن القيم في المراقبة : دوام علم العبد، وتيقّنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه .
· و قال المحاسبي : المراقبة دوام علم القلب بعلم الله عز وجل في السكون والحركة علمًا لازمًا مقترنًا بصفاء اليقين .
· أما أول المراقبة : فهو علم القلب بقرب الله عز وجل , و هي ملاحظة الرقيب و انصراف الهمم إليه .
· فمعنى المراقبة : حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة , و تثمر هذه الحالة أعمالاً في الجوارح وفي القلب .. أما الحالة فهي مراعاة القلب للرقيب , و اشتغاله به , و التفاته إليه , وملاحظته إياه , و انصرافه إليه ..
أما المعرفة التي تثمرها هذه الحالة فهي العلم بأن اللهمطلع على الضمائر , عالم بالسرائر , رقيب على أعمال العباد , قائم على كل نفس بما كسبت .. و الموقنون بهذه المعرفة هم المقربون , و ينقسمون إلى قسمين :
1- الصديقين – جعلنا الله منهم – (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )
2- أصحاب اليمين .
· عن معاذ رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : أوصني , قال : ( اعبد الله كأنك تراه , و اعدد نفسك من الموتى , و إن شئت بما هو أملك بك من هذا كله , قال : هذا , و أشار بيد إلى لسانه )
· قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إلى مكة فعرّسنا في بعض الطريق، فانحدر عليه راعٍ من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة منهذه الغنم، فقال: إني مملوك، فقال: قل لسيّدك: أكلها الذئب، قال: فأين الله ؟ قال: فبكى عمر، ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه، وقال: ( أعتقتك في الدنياهذه الكلمة، وأرجو أن تُعتقك في الآخرة(
· قال سفيان الثوري : (عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء)
· قال رجل للجنيد : بِمَ أستعين على غض البصر ؟ فقال : بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه .
· قال ابن الجوزي : الحق عز وجل أقرب إلى عبده من حبل الوريد , لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه, البعيد منه , فأمر بقصد نيته، ورفع اليدين إليه، والسؤال له, فقلوب الجهال تستشعرالبعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر لكفُّوا الأكف عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفوا عن الانبساط.
و الآن يا حبيبة ..
اجعلي من رمضان هذا العام فرصة للتغيير , و البدء في استشعار مراقبة الله لك في صيامك , و صلاتك , و كلامك , و نظرك , و سمعك , وكل أعمالك , فلا تخدشي صومك بنظرة محرمة , و لا تضيعي وقتك الثمين في متابعة ما يبعدك عن الرحمن الرحيم , وأنتِ بأمس الحاجة إلى قربه سبحانه ..
- راقبي نفسك قبل العمل و أثناء العمل , و بعد العمل , و أخلصي النية لرب العالمين .
- مراقبتك ربك في الطاعات : أن تكوني مخلصة فيها , ومراقبتك ربك في المعاصي تكون بالتوبة و الندم و الاستغفار , ومراقبتك له سبحانه في المباحات تكون بمراعاة الأدب , و الشكر على النعم .
- سئل بعض العارفين عن قوله تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) سورة البينة : 8
فقال معناه : ذلك لمن راقب ربه عز و جل , و حاسب نفسه , وتزود لمعاده .
من فوائد المراقبة :
1- الفوز بالجنة و النجاة من النار .
2- الأمن من الفزع يوم القيامة .
3- دليل على كمال الإيمان و حسن الإسلام .
4- تثمر محبة الله تعالى و رضاه .
5- دليل على حسن الخاتمة .
6- مظهر من مظاهر صلاح العبد و استقامته .
نسأل الله أن يرزقنا خشيته ومراقبته في السر والعلن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
انتظروني في رساله الثانيه ...